الدوشيش في الا نتخابات

دوشيش

ماجد العاتي- البصرة
مقولة رائعة كثيرا ما سمعتها وسمعها غيري (( دينكم دنانيركم )) والمقصود هنا بهذه العبارة هو أنا وأنت كعراقيين لا اقل ولا أكثر.
اليوم اكتسبت هذه المقولة بعدا أخر , رأيت فيها معنى أخر فيه من الخسة والغش مالم أتوقعه بعد أن أتصل بي أحدهم صباح هذا أليوم ودار بيني وبينه الحوار التالي, وقد أدرجت الحوار الذي دار بيننا كما هو وبدون تجميل عدا بعض الملاحظات التوضيحية التي لا بد منها.

- الو صباح الخير ماجد
- صبا ح الخير مولاي.....( مصطلح مولاي هنا هو كلمة نفاقية أصبحت ملازمة لخطابنا في البصرة وهي كلمة بديلة عن كلمة رفيقي أو أستاذ أو عزيزي , الاختصار مهم في التخاطب والتطور شيْ لابد منه)

وبعد السلام والتحية المعتادة ما بين الغرباء والتي تتسم بالرسمية والترقب والخوف من الأرقام المجهولة استرسل محدثي :-
- أستاذ ماجد أنا فلان الفلاني من جماعة القائمة العلانية بزعامة فلان الفلاني
- أهلا وسهلا بكم وأتشرف بمعرفتكم ... تفضل
- أستاذ ماجد أنت تعرف إن الدعاية الانتخابية شيء مشروع
- أكيد ثم أكيد وهو حق طبيعي وخصوصا في الدول الديمقراطية ( ديمقراطية كارتات الدفع المسبق)
- أستاذ ماجد لقد اتصلنا هاتفيا بمجموعة من وجهاء وشيوخ عشائر البصرة وبمجموعة متنوعة من مختلف شرائح المجتمع البصري ولقد أعطاني صديق لي رقم هاتفك كي اتصل بك أيضا .
- وبماذا استطيع أن أخدمك ياسيدي وأنا لست من وجهاء البصرة ولا أحد شيوخ عشائرها ؟
- مولاي المسألة بسيطة جدا نحن نرغب بدعاية انتخابية وأحسن أنواع الدعايات هي ماتنبع من المجتمع نفسه أي أنت وغيرك فكلمة طيبة منك بحقنا في مقالة من مقالاتك وإشادة بمواقفنا من شيخ عشيرة أخر وآخرون غيركم سندخل الانتخابات بقوة أصواتكم وأرجو أن تعلم بأن مجهودكم هذا سوف لن يذهب سدى فأننا في قائمتنا نقدر كل مجهود يقدم لنا حتى ولو كان بسيطا لذا سنعطي لكل من يشجع الناس على انتخابنا راتب شهري وقدره ( نصف مليون دينار عراقي) مدفوعة لمدة شهرين وأرجو أن لاتفسر الأمور بطريقة خاطئة فأن هذا المبلغ هو هدية تسهل أمرك بالتنقل يعني مصاريف عامة لك.
سمعت كلامه وأنا مذهول تماما وأردت أن اصرخ وبدون شعور (يا ابن أل.......)
لكني لم أجد كلمة بذيئة يستحقها هذا (السياسي ألدولاري) , تمالكت نفسي وقررت أن استمع للآخر فبادرت بسؤاله :-
- وكم هو عدد من اتصلتم بهم مثلي؟
فأجابني بتبجح غير مستور :-
- إن العدد الذي اتصلنا بهم كثير في الواقع قد يزيد عن الخمسمائة.
وبحساب بسيط عرفت إن في البصرة وحدها ستدفع الملايين من الدولارات لشراء الأصوات , الله وحده من يعلم من أين تأتي هذه الأموال. سألته:-
- ومن هم الناس الذين اتصلتم بهم؟
- فلان وفلان وشيخ عشيرة الفلانية والفلانية ورئيس الرابطة العلانية( زودني بقائمة من الأسماء والعناوين) فسألته:-
- هل تعرف (غاندي)؟
- ماذا غاندي .... الهند ؟
- نعم غاندي الهند , لقد جعل غاندي من الهند امة عظيمة وهو لم يكن يملك إلا معزاة (صخلة) وقماش أبيض يلفه حول وسطه ولم يدفع لرجل مقدار روبية هندية رشوة لانتخابه جعل من الهند امة موحدة بعد أن فككها الاستعمار, غاندي لم يعش بمعزل عن شعبه الجائع بل ذاق الجوع مثل مواطنيه وغاندي لم يحيط نفسه بحراسات مشددة ولاحمايات ولا مناطق حمراء ولا خضراء ولم يعقد المؤامرات في عمان ودمشق , كل ماكان يحمله من قوة هو محبة شعبه له أما انتم فبأموالكم القذرة هذه تريدون بعثرة العراق وأهله كي يتسنى لكم نهب خيراته , أما كفاكم تكالبا على السلطة حتى ذهبتم بعيدا في استجداء الأموال من الدول التي تريد لنا الشر , ألا توجد في نفوسكم ذرة من الشرف كي تنأوا بأنفسكم عن مهزلة السياسة التجارية هذه وماذا تريدنا أن نقول لهذا الشعب المسكين هل نقول لهم انتخبوا هولاء اللصوص المعروفين لأهل البصرة كي يسرقوكم مرة أخرى ؟ هل تطلب مني أن أقول لأهلي انتخبوا من كان يوما احد ركائز عصابات القيادة البعثية في البصرة؟ بعد ذاك هل تريد أن تقنعني بأنكم تبذلون هذه الأموال الطائلة كي يتسنى لكم خدمة الشعب العراقي؟يالكم من وطنيون شرفاء !!! انتم تدفعون الأموال كي تجنوا أضعافها من الأموال التي تجري في العراق بدون حساب ولماذا لم تتبرعوا بمبالغكم القذرة لفقراء البصرة بدلا من هولاء الذين تسميهم وجهائها وشيوخها وهل تعلم ان هولاء الشيوخ إن صحت التسمية عليهم هم متسولون بثياب المشيخة البائسة فهذه الأيام هي أعراسهم الحقيقية يصبحون بحزب ويمسون بأخر طلبا للإعانة المالية , يعني تسول ديمقراطي, ويتمنون أن تدوم مرحلة الانتخابات هذه كي تبقى جيوبهم وبطونهم النهمة وهواتفهم النقالة مملوءة , وتأكد أن من ذكرتهم لايملكون التأثير على نعجة من نعاج سوق الصفاة(سوق الاغنام) وأنا مثلهم لا أملك التأثير على اقرب الناس مني .
أحسست بالراحة بعد نوبة الغضب هذه , والتي أفرغت فيها بعض مما كان يأكل في بدني وعقلي , ولم اسمع رد من محدثي لأنه كان قد أغلق الهاتف ولم اعرف في أي مكان من كلامي معه كان قد أغلق هاتفه,
بؤسا لك ياشعبي , يبدوا أن أصحاب( الدفع المسبق) سيكون لهم شأن في الانتخابات القادمة طالما أن (ديننا دنانيرنا) , عاودتني نوبة ألصداع النصفي ألذي أصابني هذه الأيام وجعلني بعيدا عن الكتابة ومقالات الانترنت , أيها السادة إن (دوشيشات) السياسة العراقية بدأت تتهاوى واحد اثر الأخر,تعالوا نتفرج عليهم وهم يسقطون الواحد تلو الأخر نتفرج عليهم ونحن نقول:- اللهم أخزهم في الدنيا والآخرة ورد كيدهم في نحورهم ,اللهم لقد أرادوا لنا السوء فأجعله في وجوههم ,أنت ارحم الراحمين يألله .

عاشت ايدك على دوشيش ههههههههههههههههه