سيـــــــــديــ ... أنا والبكــــــــــاء

..
أتذوق طعم دمعةٍ في فمي ..
لم هو مالحٌ هكذا ؟ ..

سيدي ..
هل تعرف البكاء كيف هوَ عندما تتسعُ في جوفِ المرءِ الأشكالُ والأوهام ، هل تعرف البكاءَ عندما يصبحُ غريباً لأن الأمور تسيرُ على ما يرام .. ولأن القلق أصبحَ على عددِ حباتِ البرتقالِ في السلةِ الواحدة .. لا على عددِ تكرارِ كلمةِ (أحبكَ) في الرسالةِ الواحدة .. ، هل تستطيع وضعَ تصورٍ عن الطبيعةِ عندما تفقدُ (الدموعَ) من بينِ عناصرِها .. كيف أنها من الممكن أن تصبحَ باهتةً ناشفةً لا حراكَ في صورتِها وانعكاسِها في القلب ...

والقلب .. ،
سيدي ..، هل تتصور كم أنه سيعاني من ذبحِ البكاءِ إن هو حوكمَ مرةً بالإعدامِ (هدراً) .. ،
هل تتصور كم أن هذا القلبَ المسكينَ سيعاني من الجفاف والقحط عندما يزول مصدرَ الرطوبةِ خاصتُه ..

والروح .. ، أم تظن أن الروحَ لا تعبأ بذلك السائل الذي يحملُ طعمَ الملح ..، وسيدي .. الروحُ التي تبصرُ مكامن الجمالِ حيث تختبئ في ثناياكَ .. لا تشتعلُ إلا بالبكاء ..
ولا تعلو وترتفعُ إلى بشلالِ دموعٍ يتفجرُ على حضورٍ كاملٍ منها أو خيال .. على ضفافه .. وتجويد منه ..

والألم .. ، أتذكر عبارتِكَ لي في الأمسِ القريب (ضحكةٌ على دربِ ألم) .. ، كانت كافيةً لتغرقني في شلالِ دمع بقيةَ ليلتي تلك .. ،
والألم ..
سيدي المبتلةُ بهِ حدَّ حقويْها .. يجودُ بما لا يمكنُ تخيلُهُ من ماردٍ أسطورة يعيش في حلم نُبدِعُه ونتخيله ..، كما نراه نحن .. وكما يخيلُ إلينا أننا نعرف عنه ..

_____________
..
سيدي ...
هل قلتُ لكَ سابقاً (أحبُّك) .. ، إن لم أقلها فخذها الآن .. كيفما اتفق بعيداً عن كل اختصار .. بعيداً عن كل اختزال ..، وبعيداً عن مجازكَ المراوغ .. ، بكاؤكَ يحرضني على حبِّك .. ، هه أتصدقُ هذا .. وطعمُ دمعتِك المالحَ يبللُ حلقيَ الجافِّ من هجرِ الكلماتِ والآدميين على حدٍّ سواء ..، وأنتَ في نضوجكَ الذي اكتملَ بإهراقِ دموعِك بتحريضِ عبارة .. عبارةٍ واحدةٍ مني .. بلغْتَ الذروة .. ، الذروةَ سيدي .. ، هناك .. حيثُ أنت ..... فَأُحبُّك

_________________
..
سيدي .. .
في مناسبةٍ أولى قادمةٍ ألقاكِ فيها .. سأمسكُ يديكَ ..، حتى لو كان الثمن .. حربٌ عالميةٌ عاشرة ... ، فَأُحبُّكَ .

سيدي .. .
في ذاتِ المناسبةِ التي تنتظر .. ، سيكون غباءً ألا تفعل .. ، حتى لو كان الثمن .. (هيروشيما وناغازاكي) جديدتين ... ، فَألفُ ألفِ أحبُّك .

سيدي .. .
آن للبكاءِ إذاً أن يطالبَنا باعتراف خلاصته .. :

[أنتم يا من تظنون أنفسكم تبنون للحب بيوتاً بأشكالٍ مبهرجةٍ لم يسبق لغيرِكم أن أشادَ مثلَها ..، إياكم أن تتجاهلوا يوماً أنكن بنيتم وشيدتم ما تتباهون به من دموعٍ مالحة جعلَت منكم أساطيرَ لذواتِكم ورؤيا لمناماتِ عشاقٍ كثر يأتون من بعدِكم] .

وَ سيِّدي .. .
آنَ لنا أن نبكي ..

ولكَ سيدي .. ، فلنبكِ .. ولنغتسلِ بملحِ محبتِنا .

___________________________

يسلمو علا الموضوع الحلو

مرسي على المرور وردة

عاشت ايدك لبي

وايدك حبي