سلسلة الرجوع إلى الله الجزء الثامن ..♰..♰..♰
قد يكون من المناسب التأمل في خطوات رجوع الابن الضال لتكون لنا نبراسا وخطوات عمليه للرجوع إلى الله من لوقا 15 من الآية 11
أولا : رجع إلى نفسه
إنها الخطوة الأولى لنا جميعا أن نرجع ونفحص نفوسنا ونختبر ما الذي يبعدنا وأبعدنا عن الله ومحبته وحنانه .
لقد اقتنع الابن الضال مدى الفراغ الذي وقع فيه بعيدا عن أبيه بالرغم من أنه أشبع شهواته كلها وانغمس في ملاذ الأهواء ولم يبخل على نفسه من أي لذة جسدية والأصدقاء اللذين حوله تركوه بعد أن أفقروه من كل فضيلة وهكذا يتركنا الشيطان بعد أن يتأكد من بعدنا عن الله وإقفارنا من كل فضيلة فقد أسلمنا ذواتنا إليه ولا مناص من الرجوع للخلف .
لقد أدرك هذا الابن أن ابتعاده عن أبيه هو الجوع الحقيقي نحو الفضيلة وأن الشبع الحقيقي هو ببركة أبيه فقط .
قديما أحس يونان النبي بنفس الشعور حين ظن أنه يهرب من الله .
فتركه الله لفكره لكنه لم يهمله
شعر داود بنفس شعور الابن الضال أنه وحيد حين يبتعد عن الله فكتب تسبحته في المزمور 139 حيث كتب :
7 أَيْنَ أَذْهَبُ مِنْ رُوحِكَ؟ وَمِنْ وَجْهِكَ أَيْنَ أَهْرُبُ؟
8 إِنْ صَعِدْتُ إِلَى السَّمَاوَاتِ فَأَنْتَ هُنَاكَ، وَإِنْ فَرَشْتُ فِي الْهَاوِيَةِ فَهَا أَنْتَ.
9 إِنْ أَخَذْتُ جَنَاحَيِ الصُّبْحِ، وَسَكَنْتُ فِي أَقَاصِي الْبَحْرِ،
10 فَهُنَاكَ أَيْضًا تَهْدِينِي يَدُكَ وَتُمْسِكُنِي يَمِينُكَ.
فنحن وإن ابتعدنا ويئسنا من رحمة الله وظننا أن الرب نسينا وتغافل عنا يكون الرب في تلك اللحظة الأقرب إلينا .
هو من يبحث عنا كما بحث عن الخروف الضال بنفسه وكذلك حين بخث ووجد الدرهم المفقود .
يا ليتنا نسبر أعماق النفس وهي بالمناسبة أعماق عميقة جدا ونستعرض حياتنا بعيدا عن الله لنصل إلى قرار رجوعنا لأنفسنا مرة أخرى نحو محبة الله لنا منذ الدهر.
تلك المحبة التي تتجلى في قوله :
قُلْ لَهُمْ: حَيٌّ أَنَا، يَقُولُ السَّيِّدُ الرَّبُّ، إِنِّي لاَ أُسَرُّ بِمَوْتِ الشِّرِّيرِ، بَلْ بِأَنيَرْجعَ الشِّرِّيرُ عَنْ طَرِيقِهِ وَيَحْيَا. حزقيال 33 : 11
وأيضا
تَرَاءَى لِي الرَّبُّ مِنْ بَعِيدٍ: «وَمَحَبَّةً أَبَدِيَّةً أَحْبَبْتُكِ، مِنْ أَجْلِ ذلِكَ أَدَمْتُ لَكِ الرَّحْمَةَ أرميا 31 : 3
فمع بعدنا عن الله يتمنى رجوعنا وحتى في بعدنا لا يرفع رحمته عنا
فلنشد العزم ونرجع عن شرنا وابتعادنا لتقوى عزيمتنا على الرجوع إلى الله لنعيش في محبته أبدا
آمين