سلسلة تأملات قصيرة للظهور الإلهي الحديث السادس

سلسلة تأملات قصيرة للظهور الإلهي الحديث السادس

"خَلِّصْنِي يَا اَللهُ، لأَنَّ الْمِيَاهَ قَدْ دَخَلَتْ إِلى نَفْسِي" (مزمور 69 : 1).
في العهد القديم تقدست المياه مرات عديدة ففي البدء كان روح الله يرف على وجه المياه فتقدست وكذلك تقدست المياة ونظفت الأرض بالطوفان، لكنَّه كانَ تقديسًّا مؤقتًا، كان سهلًا على عدو الخير نزع هذا التقديس بتفاقم الخطيئة وتوالدها السريع، فكانت المياه قاتمة لا روح فيها وكشف الرَّبّ بالروح هذا على لسان مرتل المزامير فهو يشكو من دخول مياه العالم إِلى النفس البشرية فتزداد فسادًا على فساد وتتمرمر البشرية وتئن وتكتئب .
ويستطرد مرتل المزامير متفائلًا :"صَوْتُ الرَّبّ عَلَى الْمِيَاهِ. إِلهُ الْمَجْدِ أَرْعَدَ. الرَّبّ فَوْقَ الْمِيَاهِ الْكَثِيرَةِ" (مزمور 29 : 3)، وأيضًا: "لِهذَا يُصَلِّي لَكَ كُلُّ تَقِيٍّ فِي وَقْتٍ يَجِدُكَ فِيهِ. عِنْدَ غَمَارَةِ الْمِيَاهِ الْكَثِيرَةِ إِيَّاهُ لاَ تُصِيبُ." (مزمور 32 : 6).
هو ذا الرَّبّ قادم وستتقدس طبيعة المياه وستخرج المياه من ظلمتها بل وتخرج الظلمة منها ليستنير كل من يتناول منها أو يتم نضح هذه المياه في بيته فالثالوث سيظهر بجلاء وبهاء وتفرح الملائكة ويستبشر البشر بالعتق .
بعد أن كانت المياه تطغى في النفس واشتكى مرتل المزامير من دخولها إِلى نفسه سيستبشر المرتل ذاته فالمياه ستتقدس بظهور الثالوث الكليّ قدسه فسنسمع صوت الآب يشهد بالبنوة لابنه الوحيد وينزل الابن في مياه الأردن ويستقر عليه الروح القدس بهيئة حمامة .
أرعد إلهُ المجد على المياه الكثيرة فذعر الشّيطان وتخلخلت مملكته فالخلاص قادم والمياه ستنقلب ينابيع غفران وأشفية، والأبرار سيتهللون فالمياه الَّتي ستغمرهم هي مياه مقدسة ستغمرهم لكنها تفيض الأشفية وتستنير بها النفوس .
أيها المؤمنون، يا من تظنون نور العالم باق، يا من تعتقدون ملذات العالم خالدة، يا من تستهترون بخلاصكم، يا من تعتقدون في المال بهجتكم وسروركم، والجاه هو جل حياتكم،
أقول لكم، الكفن ليس له جيوب، ومتى حلَّت ساعة الموت ينطفي نور العالم ويذهب إِلى زوال
النور الحقيقي سيأتي بعد رقاد الموت، ينير ويقدس نفوسكم وتستقرون بسلام في الأبدية
هذه هي مراحم الرَّبّ الَّتي يمنحها بسخاء يوم الظهور الإِلهيّ فقد أرعد على المياه، وهزم أعداء الظلام بوداعته وتواضعه وحبه اللا متناهي للبشر، فأقبلوا نحو النور الَّذي لا يغرب
لينظف هذا النور نفوسكم وتعيشوا لله في الكلية، بل وهو سيعيش فيكم، يكون لكم أبًا وتكونون له بنين وبنات. آمين
الصورة المرفقة لنهر الأردن

سلسلة تأملات قصيرة للظهور الإلهي الحديث السادس 27183210

» سلسلة تأملات قصيرة للظهور الإلهي الحديث الخامس
» سلسلة تأملات قصيرة للظهور الإلهي الحديث السابع
» سلسلة تأملات قصيرة للظهور الإلهي / الحديث الثاني
» سلسلة تأملات قصيرة للظهور الإلهي / الحديث الثالث
» سلسلة قصيرة في الظهور الإلهي – الحديث الرابع