الرب ينادي آدم

܆الرب ينادي آدم

========

"فَنَادَى الرَّبُّ الإِلهُ آدَمَ وَقَالَ لَهُ: أَيْنَ أَنْتَ؟. فَقَالَ: «سَمِعْتُ صَوْتَكَ فِي الْجَنَّةِ فَخَشِيتُ، لأَنِّي عُرْيَانٌ فَاخْتَبَأْتُ" (تكوين3: 9-10).
حين نادى الرب الإله آدم أين أنت؟ بالتأكيد لم يكن الله يجهل مكان وجوده، فسؤال الرب بالضرورة يعني ما هو حالك وليس معناها أين مكان وجوده .الله راقب الكون كله من سماء قدسه فرأى الأرض تفسد وتتكاثر الخطيئة وعلى مر العصور كان من يعرف الرب معرفة حقيقية هم قلة القلة .لكن التدبير الإلهي لا يعرف اليأس فاستمر الرب على مر العصور يهيئ البشر لقبول الخلاص العظيم، في المسيح تارةً عبر الرموز الظِلية، تارةً بالإشارة وتارةً بالتصريح المباشر كما في سفر أشعيا 7 : 14 .
في بشارة العذراء بالحبل المقدس اختار الله مريم لصفات هو عرفها جيدًا، لكنَّهُ أرادَ إظهارها للبشر ليعرف البشر كيف يسيروا مع الله من خلال تهيئة قلوبهم بامتلاك هذه الصفات، وهي الطاعة للمشيئة الإلهية والعيشة الطاهرة النقية واحتياج الشخص لخلاص الله واعترافه أنَّه أي الإنسان خاطئ ومحتاج لمراحم الله .
وفي الميلاد ما زال الرب ينادي كل البشر ويقول آدم أين أنت؟ في البدء فهم آدم قصد الله فأجابه أنه عريان. لكنْ ماذا سنجيب الرب اليوم حين يسأل عن حالنا؟ هل سنجيبه بأننا عراة بسبب استسلامنا للخطيئة كما تعرى آدم حين كسر الوصية؟ هل سنجيبه بأننا نفتقر للفضائل وأهمها التواضع والطاعة وحاجتنا للخلاص؟ هل نكذب في معظمنا ونقول نحن في الكنيسة والرب ينظر بحزن إلى كنيسة اليوم؟ هل سنجيبه بأننا مشغولين بالهموم المعيشية ولا وقت لدينا للسير معه؟
فرصةُ التجسد الإلهي هي فرصة لنفكر بما نجيب الرب حين يسألنا عِمانؤيل أين أنت؟ نعم الميلاد فرصة يجب استغلالها للبدء بالبحث عن خلاصنا الأبدي، والفرصة هذا العام سانحة أمام مغارة الميلاد الروحيَّة .
ويبقى نداء الرب حتى يوم الرب: "آدم أين أنت؟".

» إن لم يبن الرب البيت، فباطلا يتعب البناؤون. إن لم يحفظ الرب المدينة، فباطلا يسهر الحارس.
» القديسون وميلاد الرب ..♰..♰..♰
» لماذا قيامة الرب في الربيع
» لماذا قيامة الرب في الربيع
» الغيرة المقدسة لرجال الله الأتقياء على مجد الرب في الكتاب المقدس :