سلسلة تأملات قصيرة للظهور الإلهي / الحديث الثالث

سلسلة تأملات قصيرة للظهور الإلهي / الحديث الثالث

"فَعِنْدَ إِتْيَانِ حَامِلِي التَّابُوتِ إِلَى الأُرْدُنِّ وَانْغِمَاسِ أَرْجُلِ الْكَهَنَةِ حَامِلِي التَّابُوتِ فِي ضَفَّةِ الْمِيَاهِ، وَالأُرْدُنُّ مُمْتَلِئٌ إِلَى جَمِيعِ شُطُوطِهِ كُلَّ أَيَّامِ الْحَصَادِ، وَقَفَتِ الْمِيَاهُ الْمُنْحَدِرَةُ مِنْ فَوْقُ، وَقَامَتْ نَدًّا وَاحِدًا بَعِيدًا جِدًّا عَنْ «أَدَامَ» الْمَدِينَةِ الَّتِي إِلَى جَانِبِ صَرْتَانَ، وَالْمُنْحَدِرَةُ إِلَى بَحْرِ الْعَرَبَةِ «بَحْرِ الْمِلْحِ» انْقَطَعَتْ تَمَامًا، وَعَبَرَ الشَّعْبُ مُقَابِلَ أَرِيحَا" (يشوع 3 : 15 – 16).
لم تنقسم المياه بفعل عبور الشعب ولا كل الكهنة واللاويين بل انقسمت من هنا ومن هناك حين غطست ارجل الكهنة حاملي تابوت عهد الرَّبّ والَّذي كان يمثل حضور الله وسط الجماعة وفرقة معينة فقط من الكهنة من يستحقون شرف حمل التابوت وليس كلهم، مياه الآردن قبالة أريحا ترى الرَّبّ قادمًا وسيعبر يحمله الكهنة كما يحمل الشاروبيم عرش الله فارتعبت وفزعت،
ربما تذكرت من هو الإله العابر .
تذكرت أن روحه رف على وجهها قبل الخلق، تحركت المياه فزعا من وجه الرَّبّ وعبر الرَّبّ امام شعبه نحو أرض الموعد، واليوم، سيعبر الرَّبّ مياه الأردن لا نحو أرض الميعاد بل لينير بنوره المقدس نفوس المؤمنين ومن سيمتلك هذا النور سيعبر نحو الوطن السماوي الَّذي أًعده الرَّبّ من قبل إنشاء العالم .
لن تنفلق مياه الأردن حين نزول الرَّبّ فيها بالجسد ليعتمد من يوحنا، فقد رأته مولودًا وديعًا لم يأتِ للدينونة والقضاء بل جاء يحمل بشرى الخلاص والعتق من الشرور وتحرير البشر من عبودية الشر .
سوف تغوص قدمي الرَّبّ في مياه الأردن فالَّذي سيرتعد هو ملك الظلمة المستقر في الأعماق فقد حانت ساعة القضاء عليه ليحلَّ النور في الظلمة، زمن يشوع ترتعد المياه وتهرب من أمام الرَّبّ، لكنَّها تبقى هادئة وديعة حين ينزل الرَّبّ ليعتمد فيها بالجسد .
أَنَّه الرَّبّ المُقبل نحو السابق، بسلطانك الخاص هب لنا أن ندوس الشر والشرير، هبنا الاستنارة الكاملة لنحمل نورك عبر العالم، هب لنا ان نشهد لك كما شهد السابق المجيد، وهب لنا بظهورك الإِلهيّ تنقية النفس والجسد، لأنَّ من قبلكَ هي عين الحياة وبنورك نعاين النور.
في ظهورك الإِلهيّ لن يمر تابوت العهد من نهر الأردن فقد كان التابوت رمزًا ظليًّا لكَ، إنَّ من سيمر يوم الظهور الإِلهيّ هو العهد الجديد نفسه الرَّبّ المتجسد، ولكنَّ الرَّبّ لن يمر في المياه بل سيغطس صليبه الكريم مقدِّسًّا المياه وبها نتقدس نحن ومنازلنا بنعمة ينابيع الأردن .
فبارك يا رب شعبك بمياه الظهور الإِلهيّ وقدس من يرشونها عليهم ومن سترش منازلهم بشفاعة سابقك المجيد يوحنا المعمدان وجميع قديسيك. آمين
الصورة المرفقة لنهر الأردن

سلسلة تأملات قصيرة للظهور الإلهي / الحديث الثالث 27148511

» سلسلة تأملات قصيرة للظهور الإلهي الحديث الخامس
» سلسلة تأملات قصيرة للظهور الإلهي الحديث السادس
» سلسلة تأملات قصيرة للظهور الإلهي الحديث السابع
» سلسلة تأملات قصيرة للظهور الإلهي / الحديث الثاني
» سلسلة قصيرة في الظهور الإلهي – الحديث الرابع