رغم البصمة الرائعة التي تركتها الأندية الإنجليزية في بطولة دوري أبطال أوروبا على مدار المواسم القليلة السابقة جاء هذا الموسم ليشهد سقوطا مدويا للأندية الإنجليزية في البطولة.
وبدد المهاجم الأرجنتيني الشاب ليونيل ميسي ونادي بايرن ميونيخ العملاق بقيادة مديره الفني الهولندي لويس فان جال آمال الإنجليز في استمرار مسيرتهم الطيبة بالبطولة فلم يتأهل أي فريق إنجليزي للدور قبل النهائي في البطولة هذا الموسم.
وشهدت المواسم الثلاثة الماضية تأهل ثلاثة فرق إنجليزية إلى الدور قبل النهائي للبطولة كما جمعت المباراة النهائية للبطولة في عام 2008 فريقي مانشستر يونايتد وتشيلسي الإنجليزيين.
وحجز فريق إنجليزي واحد على الأقل مكانا في المباراة النهائية للبطولة منذ عام 2005 ولكن الموسم الحالي سيكون الأول الذي يشهد فشل جميع الأندية الإنجليزية في بلوغ المربع الذهبي لدوري الأبطال.
وذكرت صحيفة "ذي جارديان" البريطانية اليوم الخميس "قبضة الدوري الإنجليزي على أوروبا تحطمت" بينما ذكرت صحيفة "ذي تايمز" في تعليقها على هذا الإخفاق بقولها "الجوع بعد الوليمة".
وسجل ميسي أربعة أهداف قاد بها برشلونة الأسباني حامل لقب البطولة للفوز على أرسنال الإنجليزي 4/1 في إياب دور الثمانية للبطولة أمس الأول بعدما تعادل الفريقان 2/2 في لندن ذهابا.
ويلتقي برشلونة في الدور قبل النهائي مع فريق انتر ميلان الإيطالي بقيادة مديره الفني البرتغالي جوزيه مورينيو الذي توج بلقب البطولة من قبل مع فريق بورتو البرتغالي في عام 2004 .
وفي مواجهة أخرى بإياب دور الثمانية ، كان مانشستر يونايتد على أعتاب التأهل للمربع الذهبي بعدما تقدم على ضيفه بايرن ميونيخ الألماني 3/صفر ولكن بايرن العنيد سجل هدفين قاتلين في شباك مانشستر يونايتد على استاد "أولد ترافورد" ليخطف بطاقة التأهل إلى المربع الذهبي رغم خسارته 2/3 إيابا حيث سبق له الفوز 2/1 على ملعبه ذهابا.
ويلتقي بايرن فريق ليون الفرنسي في المواجهة الثانية بالدور قبل النهائي للبطولة.
وذكرت "ذي جارديان" أنه من الخطأ الحديث عن سقوط الفرق الإنجليزية الأربعة سويا بعد فشلها في دوري الأبطال لأن كل فريق منهم خرج من البطولة صفر اليدين بسبب مشكلة مختلفة عن الآخر.
وأوضحت أن ليفربول يسير حاليا في الاتجاه المعاكس بعدما شهدت السنوات الماضية تألق الفريق وارتقاء مستواه تدريجيا بينما لم يعد تشيلسي مثلما كان تحت قيادة مورينيو في الوقت الذي يبدو فيه أرسنال عقيما أمام الفرق الكبيرة.
وأشارت إلى أن مانشستر يونايتد عانى من خوض مباراتي دور الثمانية أمام بايرن ذهابا وإيابا وكذلك المواجهة مع تشيلسي في الدوري الإنجليزي في غضون ثمانية أيام فحسب.
ورغم ذلك ، ذكرت "ذي تايمز" أن الوقت لم يحن بعد لمعرفة ما إذا كان هذا التراجع في طريقه للاستمرار وذلك في ظل العواقب غير المتوقعة على الجانب الاقتصادي.
وأضافت "في وقت ما / قد يكون هناك سبب لدى أنديتنا لتقلق من سيطرة قواعد (اللعب المالي النظيف) التي يطبقها ميشيل بلاتيني رئيس الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (يويفا) أو من تراجع عائدات البث التلفزيوني ، ولكننا يجب أن ندرس الآن ما يتعلق بتراجع مستوى الدوري الإنجليزي".
ومع كل ذلك ، مرت القوى الكروية الكبيرة الأخرى في أوروبا مثل أسبانيا وإيطاليا بنفس المحنة بعد سيطرتها على البطولة في فترات سابقة.
وربما يكون برشلونة الأسباني هو أفضل الفرق في العالم حاليا ولكنه لم يفز بدوري الأبطال على مدار تاريخه سوى ثلاث مرات.
ويجب أن يكون برشلونة هو المرشح الأقوى للفوز باللقب هذا الموسم ولكن مورينيو سيسعى جاهدا في قيادة انتر ميلان إلى إيقاف سيطرة ميسي ورفاقه في المربع الذهبي مثلما فعل في دور الستة عشر عندما أطاح بفريقه السابق تشيلسي.
وقال ساندرو ماتزولا أسطورة انتر ميلان السابق "برشلونة ايضا يجب أن يشعر بالقلق. انتر لعب أمامه بالفعل (تعادل سلبيا وخسر صفر/2 في دور المجموعات) وسنحت الفرصة أمام مورينيو لمشاهدة برشلونة جيدا".
وكانت الهزيمة التي مني بها انتر صفر/2 على استاد "كامب نو" هي الوحيدة للفريق في دوري الأبطال هذا الموسم.
وستكون المواجهة بين الفريقين يومي 20 نيسان/أبريل ذهابا في ميلانو و28 من نفس الشهر إيابا في برشلونة بمثابة عرض مثير لطرق اللعب المتناقضة في كل منهما.
ويلتقي ليون وبايرن يومي 21 و27 من الشهر نفسه علما بأنهما التقيا من قبل في ست مباريات فحقق كل منهما الفوز في مباراتين وتعادلا في مثلهما.
وتأهل ليون للمربع الذهبي للمرة الأولى على حساب فريق بوردو الفرنسي ولكنه سيخوض المواجهة أمام بايرن بطموحات كبيرة خاصة وأن ليون سبق له الإطاحة بفريق ريال مدريد من دور الستة عشر للبطولة هذا الموسم.
أما بايرن الذي لم يكن مرشحا بقوة للمنافسة على اللقب هذا الموسم فيرفض ببساطة أن يتراجع مجددا وأن يخرج صفر اليدين خاصة وأنه حقق انتصارات صعبة في البطولة هذا الموسم وكان منها الفوز 4/1 على يوفنتوس الإيطالي في عقر داره بمدينة تورينو وذلك في مباراة "حياة أو موت" لكل من الفريقين في دور المجموعات.
وكافح الفريق مرتين لتجنب الخروج من دور الستة عشر أمام فيورنتينا الإيطالي قبل أن يطيح بمانشستر يونايتد من دور الثمانية.
وربما يشعر سير أليكس فيرجسون المدير الفني لمانشستر يونايتد بالغضب من فريق بايرن الذي يرى فيرجسون أنه تسبب عن عمد في طرد رافاييل دا سيلفا لاعب مانشستر مساء أمس ، ولكنه يشعر بالغضب بشكل أكبر من فشل فريقه في الحفاظ على تقدمه خلال مباراتي الذهاب والإياب أمام بايرن.