تنتشر بين بعض رجالات الدين المسلمين فكرة ان التحريف والتبديل قد أصابا الكتاب المقدس ولكنني في هذا العرض الموجز ساقدم بعض الادلة المقنعة والاثباتات الدامغة وبيانات واضحة وقياسات لا تدحض ولا تقبل الجدل على صحة الكتاب المقدس وكل هذه لنؤكد لكل الذين يشكون في تحريف الكتاب المقدس انه من المستحيل ان يكون قد طرأ على الكتاب المقدس أي تحريف أو تغيير واول سؤال يخطر على بال كل المشكين هو : ان كان قد وقع تغيير في الكتاب المقدس فهل حدث ذلك التغيير قبل أيام النبي العربي أم بعدها ؟
1 . من الواضح أن الكتاب ألمقدس لا يمكن أن يكون قد تعرض للتحريف قبل أيام ظهور الاسلام والا لتهجم النبي العربي عليه واشار الى ما اصابه من تغيير في القرآن ليوصي المسلمين ويحذر العالم أجمع كي لا يقرأوا كتاباً قد تحرف ولكن نجد ان النبي العربي {صلى } اكرم الكتاب المقدس وشدد على انه كتاب الله المعطي لنبي البشر كنور وهدى ورحمة للعالمين . وان رسالته هو جاءت لتصادق على التوراة والأنجيل لذلك حثهم في القرآن على قراءته قائلاً : قل يا أهل الكتاب لستم على شيء حتى تقيموا التوراة والأنجيل { المائدة 68 }
2 . وان كان الذين يشكون في تحريف الكتاب المقدس بعد ظهور النبي العربي {صلى } لنسأل انفسنا هذا السؤال : ان كانت المسيحية قد انتشرت في انحاء المسكونة قبل ظهور الاسلام وكانت متعددة الطوائف والملل لصالح أي من الطوائف قد حرف الكتاب المقدس ؟ أكان التحريف لصالح الكاثوليك أم الأرثوذكس أم لصالح احدى الطوائف المستقلة ؟ وهل كانت الطوائف المختلفة ترضي ان يتحرف الكتاب المقدس لصالح طائفة معينة دون الطوائف الاخرى ؟
3 . وهل من المعقول أن يحدث أي تواطؤ بين الملل المسيحية المتعددة والتي تناظر بعضها بعضاً والمنتشرة في انحاء المعمورة على تغيير كتابهم الذي يحثهم على الصدق والحق والأمانة ؟ وكيف بامكانهم أن يحرفوه في حين ان انذار الله فيه واضح جداً { أن كان أحد يزيد على هذا يزيد الله عليه الضربات المكتوبة في هذا الكتاب وأن كان أحد يحذف من اقوال كتاب هذه النبوة يحذف الله نصيبه من سفر الحياة { الرؤيا 22 .18 .19 }وبما ان الله وعد بأن السماء والأرض ستزولان قبل ما يمس أحد كتابه المقدس بتغيير او تحريف فهو قد صدق بوعده لأنه صادق وحفظ كتابه لأنه عادلاً ولأنه لو استطاع أحد ان يحرفه لحرفته الكنائس التقليدية وحذفت منه على الاقل الآية التي تقول { لا تصنع لك تمثالاً منحوتاً ولا صورة مما في السماء من فوق وما في الأرض من تحت وما في الماء من تحت الأرض لا تسجد لهن ولا تعبدهن لأني أنا الرب ألهك {خروج 20 . 4. 5 } ولكن تلك الكنائس التقليدية مع عظمتها وسلطانها فهي لم تستطيع ان تحدف تلك الآية أو أية كلمة من كتاب الله
4 . وهل من المعقول أن ترضي الطوائف اليهودية بتغيير التوراة لصالح المسيحية ؟ ففي تلك الاجيال كانوا اليهود واقفين بالمرصاد للمسيحيين وكانوا مستعدين ان يشنوا عليهم حرباً انتقادية شعواء لو اقدموا على اي تحريف أو تبديل في الكتاب المقدس ولا سيما ان اليهود كانوا متمسكين بتوراتهم ويغارون عليها غيرة شديدة لدرجة انهم في حرصهم على كتابهم كانوا يعرفون عدد كلماته وعدد حروفه حتى ضرب المثل بموقفهم وحرصهم .
5 . ان كان الكتاب المقدس قد اصابه التغيير فلماذا لم يستطيع المعترضون والمشكين ان يقدموا لائحة بالآيات التي تغيرت ولائحة بأصلها وتعليلاً للغاية من وراء تغييرها ؟ لقد كان الكتاب المقدس متيسراً في زمان ظهور الاسلام ومنتشراً بين القبائل المسيحية في ذلك الوقت كقبائل حمُير وغسان وربيعة وأهل نجران والحيرة وغيرها .. فلو حدث حقاً أي تغيير في الكتاب المقدس لحفظ المسلمون والمشكين والمعترضين بالانسخ الأصلية ليثبتوا دعوتهم وادعاءاتهم .
6 . ويشعد القرآن الكريم في عشرات من آياته لصحة التوراة والأنجيل ومع هذا ياعزيزي سأقتبس بعض الآيات التالية .. وعندهم التوراة فيها حكم الله .. انا أنزلنا التوراة فيها هدى ونور يحكم بها النبيًون .. وأتيناه الأنجيل فيه هدى ونور ومصدقاً لمل بين يديه من التوراة وهدى وموعظة للمتقين ..وأنزل التوراة والأنجيل من قبل هدى للناس { المائدة 43 .48 . وآل عمران 3 }
ويستمر القرآن الكريم في تبجيل الكتاب المقدس اذ يؤكد للمسلمين على حقيقة استحالة تحوير ذلك الكتاب العظيم وتبديله قال : ولا مبدل لكلمات الله { الانعام 34 و 115 و يونس 65 و الكهف 26 } ولن نجد لسنة الله تبديلاً { الفتح 23 } ثم يشدد القرآن الكريم على ان الكتاب المقدس وحده هو الذكر { الأنبياء 7 .48 .105 } ثم يضيف قائلاً أنا نحن نزلنا الذكر وانا له لحافظون { الحجر 9 } ان كان الله يشدد على انه هو نفسه الذي أوحى بالذكر وانه هو لحافظه فكيف يتجرأ الانسان مسلماً كان أم مسيحياً أسمياً على ان يكذب الله عز وجل ويتهمه بأنه لم يكن قادراً على أن يحفظ كلمته من التغيير والتبديل ؟ يا لها من وقاحة يتصف بها الانسان وكيف ينتقد الانسان كلمة الله الحية ويلطم الله جل جلاله بتهم واكاذيب مغرضة ؟ وكيف سيكون موقف الذين يدعون بتحريف الكتاب المقدس أمام الله عند يوم الدينونة ؟ فالذي يتهجم على الكتاب المقدس فانه لا يتهجم على المسيحيين او على طوائفهم بل على الله نفسه لأنه كتاب الله ولكن علينا ان نتعلم بأن الله الكلي القداسة قد وعد في كلمته وعداً أبدياً لا مشروطاً بأن السماء والأرض تزولان ولكن كلمته لا تزول بل تبقى الى الأبد { متى 24 . 35 . ولوقا 16 .17 } ان التهجم على الكتاب المقدس هم تهجم شخصي على ذات الله وهذا هو من عمل الشيطان وما انتقاد البعض للكتاب المقدس الا تواطؤا من الشيطان لكي يحجزوا الحق بالاثم ويستبدلوا حق الله بالكذب