سلسلة الرجوع إلى الله المقدمة
قد يستخف البعض بهذا العنوان وقد يتساءل هل أنا بعيد عن الله ؟ أنا مؤمن وأعتقد جازما بأني مؤمن بالله فكيف أكون بعيدا ؟ ويقول البعض أنا لا أصلي ولا أصوم ولا أمارس واجبتي الكنسية ولكني لا أؤذي أحدا وأعمالي أمارسها باستقامة فهل أنا بعيد عن الله ؟ ألا يكفي أنني لا أغش ولا أخدع وأتعامل مع الناس ببساطة وبلا كبرياء ولا تصنع فهل أنا بعيد عن الله ؟
كلها أسئلة مشروعة وكبيرة يحق للجميع أن يسأل ويستوضح فساعة الموت تُخيم على رؤوس الجميع ولا تستثني أحدا .
في العالم المعاصر يعيش الناس في ظلمة عميقة بل وتزداد الظلمة يوما بعد يوم . ويظن البعض أنهم قريبون من الرب وواقع الحق الكتابي يقول إنهم بعيدون عن محبة الله ومعرفته الأكيدة وهذه ظلمة لا نستطيع إهمالها .
هنالك هراطقة يتكلمون عن خلاص سهل ولحظي ولا يعرفون حتى ما هو الخلاص والناس البسيطة يصدقون أنهم حصلوا على الخلاص والواقع أنهم انحدروا نحو الهاوية وفقدوا الملكوت الموعودون به .
هنالك أصنام نعبدها من دون الله ولا نعلم أنها أصنام كشهوات الجسد وأصنام الأكل والشرب والمتعة الدنيوية والملذات والجاه والسلطان تنحني قاماتنا لنا من دون الله .
هنالك حب المال وجمعه والتقتير في صرفه فمحبة المال أصل كل شرور مع محبة العالم وشهواته .
البُعد عن الكنيسة هو بُعد عن الله فالله لا يريد أن يكون قريبا منا بل لأجل محبته لنا يريد الاتحاد بنا لنسير في النور .
البعيد عن الكنيسة هو تلقائيا بعيد عن الله لأن الكنيسة وفي الكنيسة فقط قربنا من الله بالأسرار المقدسة خصوصا سر التوبة والاعتراف والافخارستيا المقدسة ومسحة الزيت . هذه السرار بدونها يقف الإنسان بعيدا جدا يرى الله من بعيد ولا يستطيع الاقتراب منه .
كلمة الله المكتوبة في الكتاب المقدس تستطيع تقريبنا أكثر من الله لكن وبكل أسف فالبشر بعيدون عن الكلمة الإلهية والكتب المقدسة في البيوت يعلوها الغبار والاصفرار من انعدام استخدامها غذاء يغذي العقل والروح والنفس .
تعرض الكاهن للسخرية والتقريع والبهدلة والشتم أحيانا حين يعظ ويقول الحق ويعلن حق الكنيسة والحق الكتابي وهذه ظلمة خطيرة يقع فيها البشر ولا يدرون .
الله لا يطلب منا الرجوع إليه لنتعصب أو نتقوقع أو نختبئ عن الناس فهو لم يُحرِم علينا أكلا أو شربا أو زواج لكنه يطلب أن نعيش بقربه وندفأ بدفء محبته الأبوية لنا .
لكنه يدعونا للعودة إليه ليعود هو إلينا فهو لا يجبرنا على الرجوع إليه بالترهيب والترغيب فهو من أحبا أولا ولا يشاء أن نموت بخطايانا .
وهذه السلسلة بعنوان الرجوع إلى الله تتضمن خطوات عملية نرجع فيها إلى الله لننال خبرة الحب الإلهي اللا متناهي لنا فأرجو الجميع عدم وضع أي لايك أو تعليق إلا بعد التأمل العميق في كلمات هذه السلسلة .
آمين