الاحد الرابع من زمن تقديس البيعة ..♰..♰..♰ ..♰..♰..♰ ..♰..♰..♰
فــــــــرِحــتُ بالـقـــــائـــــــــلين لي إلـــــــــى بــيـــتِ الــــرَّبِّ نـنـطـلِـــــقْ.
ألسَّلامُ للبيعَةِ ولِبَنيها.
ألمَجدُ للهِ في العُلى وعلى الأرضِ السَّلامُ والرَّجاءُ الصَّالِحُ لِبَني البَشَر.
وجَاءَ يَسُوعُ إِلى نَواحِي قَيْصَرِيَّةِ فِيْلِبُّسَ فَسَأَلَ تَـلامِيْذَهُ قَائِلاً: "مَنْ يَقُولُ النَاسُ إِنِّي أَنَا ابْنُ الإِنْسَان ؟". فقَالُوا: "بَعْضُهُم يَقُولُون: يُوحَنَّا الـمَعْمَدَان؛ وآخَرُون: إِيْليَّا؛ وغَيْرُهُم: إِرْمِيَا أَو أَحَدُ الأَنْبِيَاء". قَـالَ لَهُم: "وأَنْتُم مَـنْ تَقُولُونَ إِنِّـي أَنَا ؟". فَأَجَابَ سِمْعَانُ بُطْرُسُ وقَال: أَنْتَ هُوَ الـمَسِيحُ ابْنُ اللهِ الـحَيّ !". فأَجَابَ يَسُوعُ وقَالَ لَهُ: "طُوبَى لَكَ يَا سِمْعَانُ بنَ يُونَا ! لأَنَّهُ لا لَحْمَ ولا دَمَ أَظْهَرَ لَكَ ذلِكَ، بَلْ أَبي الَّذي في السَمَاوَات. وأَنَا أَيْضًا أَقُولُ لَكَ: أَنْتَ هُوَ بُطْرُسُ، أَيِ الصَخْرَة، وعلى هـذِهِ الصَخْرَةِ سَأَبْنِي بِيْعَتِي، وأَبْوَابُ الـجَحِيْمِ لَنْ تَقْوى عَلَيْها. سَأُعْطِيكَ مَفَاتيحَ مَلَكُوتِ السَمَاوَات، فَكُلُّ مَا تَربُطُهُ على الأَرْضِ يَكُونُ مَرْبُوطًا في السَمَاوَات، ومَا تَحُلُّهُ على الأَرْضِ يَكُونُ مَحْلُولاً في السَمَاوَات". حينَئِذٍ أَوْصَى تَلامِيْذَهُ أَلاَّ يَقُولُوا لأَحَدٍ إِنَّهُ هُوَ الـمَسِيح
نجدد أنفسنا كهياكل للرّوح القدس هو أن نعي دعوة الله لنا "إن نكون آلهة"، أن نكون آلهة بالتبنّي، حين نقبل إن يكون الله أب لنا. الله يدعونا الى حالة الألوهة، الى أن نرتفع عن تفاهة الحياة الماديّة وأن نعي أن لوجودنا معنى أعمق وأسمى من مجرد حياة نحياها على نطاق حيوانيّ. دعوتنا أن نصبح آلهة من خلال إتّحادنا بالله خالقنا لنشاركه في خلاص كلّ إنسان أينما كنّا وبالمقدّرات الّتي أعطانا إيّاها الله مهما كانت متواضعة.
تجديد هيكلنا هو انطلاق في مسيرة تألّه للوصول الى الإتّحاد الرّوحيّ بالله مصدر وجودنا، إتّحاد نصل اليه من خلال: الصلاة: أي أن نحيا حالة صلة دائمة مع الرّب الحاضر في حياتنا. الصلاة هي تجسيد لإيماننا بحضور الله في حياتنا، وهي عمل رفع لنفسنا ولفكرنا ولروحنا نحو الله الّذي يحبّنا ويخلّصنا. الصلاة هي حوار حبّ وصداقة، وهي مصدر نعمة تساعدنا على الإتّحاد بالله للوصول الى تجسيد حقيقة بنوّتنا الإلهيّة.
التوبة: هي أن نحيا وجودنا متيقّنين أنّنا بحاجة لله دوماً، فمن دونه لا معنى لوجودنا، وبتغييبنا لله عن حياتنا نحوّل وجودنا الى مجموعة لحظات عابرة دون معنى ودون هدف. التوبة هي إن نحيا سرّ الرّجاء، أن نعرف أنّ الله حاضر في حياتنا، مستعدّ لقبولنا مهما عظمت خطيئتنا. فالله يفتح لنا بابه في كلّ لحظة، لأنّه يريد أن يدخل هيكل حياتنا ليجدّده ويقدّسه.
الكنيسة: هي عائلتنا، وهي جماعة مجاهدين يحيون الحبّ للوصول الى ملكوت السماء، والى تحقيق ملكوت الله في حياتنا وفي عالمنا. الكنيسة هي ملكوت الله على الأرض، رغم خطيئة أبنائها، تتقدّس بالمسيح رأس جسدها. تجديد البيعة اليوم يعني تجديد ثقتنا بالكنيسة أمّنا، بالكنيسة عائلتنا، بالكنيسة معلّمتنا، التي حافظت على مرّ العصور التعليم الّذي وصل الينا من الرّب عبر الرسل. تجديد الكنيسة يعني أن نجدّد ثقتنا برعاتها، نحبّهم، نصلّي من أجلهم، نكفّ عن انتقادهم ونساعدهم ليتقدّسوا. الكنيسة هي رعيّة المسيح، ونحن واحد من هذا القطيع، هلاك الرعيّة هي هلاك كلّ واحد منّا، تجديدها يبتديء بتجديدنا الشخصيّ، وتقديسها لا يتمّ دون قداستنا.
الأسرار: هي وسيلة أعطانا إيّاها السيّد تساعدنا على قداستنا. المعموديّة تُدخلنا في حياة المسيح وتجعل منّا أعضاء في جسده المقدّس.
الإفخارستيّا هي زاد الحياة تعطينا القوّة لإكمال مسيرتنا نحو القداسة. دون الإفخارستّيا لا يمكننا أن نحيا اتّحادنا الكامل بالرّب في هذا العالم، هي مقدّمة لاتّحادنا الكامل بالله مصدر سعادتنا حين نصبح في بيت الآب. التوبة هي سرّ المصالحة مع السيّد، في كلّ مرّة نجرح حبّه لنا بخطيئتنا وكبريائنا. الأسرار كلّها في نعمة تجديد وتقديس وهبها الرّب لكنيسته، ليجدّد هيكلنا، ويقدّسنا لنصبح بكلّيتنا له، ننشر من خلال شهادة حياتنا إنجيل خلاصه.
تبقى مريم مثالنا في التجدّد والتقدّس، هي هيكل طاهر حلّ فيه المسيح كلمة الآب بقوّة الرّوح، صار وجودها بأكمله نشيد عبادة للثالوت الأقدس، ابنة الأب، أمّ الإبن وهيكل الرّوح الأقدس. تقديس الكنيسة وتجديدها يجد مثاله في اختبار مريم التّي عاشت بطولة الإيمان في كلّ لحظة من حياتها، وعلمت أن غايتها الوحيدة هي أن تكون طاهرة دوماً ليتحّقق من خلالها حلول الله في حياة كلّ واحد منّا. مريم تعلّمنا الطاعة وقبول إرادة الله في حياتنا في أن نكون مقدّسين، مريم تعلّمنا خدمة الكلمة، هي التي كرّست حياتها لخدمة الكلمة المتجسّد، مريم تعلّمنا أن نكون هياكل مقدّسة، يجدّدها الرْب كلّ يوم بنعمته، من خلال صلاتنا، وحبّنا وخدمة كلّ محتاج