سلسلة تأملات قصيرة للظهور الإلهي الحديث الخامس
"فَسَقَطَتْ نَارُ الرَّبّ وَأَكَلَتِ الْمُحْرَقَةَ وَالْحَطَبَ وَالْحِجَارَةَ وَالتُّرَابَ، وَلَحَسَتِ الْمِيَاهَ الَّتي فِي الْقَنَاةِ" (الملوك الأول 18 : 38).
ذاك كانَ اللقاء الحاسم بين ايليا النبي وأنبياء البعل على قمة جبل الكرمل، كانت ذبيحة ايليا مقبولة عند الرَّبّ، حين سقطت نار الرَّبّ وأكلت الذبيحة والحطب والمياة الَّتي صبها في القناة حول المذبح .
الرَّبّ يسوع يحث الخطى نحو نهر الأردن، لأنَّه جاء ذبيحةَ عهدٍ جديدٍ بين الله وكلُّ من يؤمن، جاء ذبيحة لخلاص جنس آدم، فسوف يَغطسُ في الماء لأجل أنْ تكون الذبيحة مقبولة لدى الرَّبّ بالدم والماء الَّذي سال من جنبه الطاهر والمطعون بالحربة، وهذه كانت البداية.
لكنَّ الذبيحة الحقيقية هي المذبح وهو تل الجلجلة، وحطب المحرقة هو الصليب والنار الَّتي أكلت الذبيحة على الصليب هي نار الآلام القاسية الَّتي تكبدها المسيح، ولكنْ، أين الماء المراق حول الذبيحة هنا لتكون التقدمة مقبولة؟ الماء الَّذي أحاط موضع الصليب، كان العرق الغزير الَّذي سفكه المخلص في بستان جثسمياني حين صار عرقه كقطرات دم، واكتملت العلاقة بفيض العرق الَّذي تصببَ من جسده حين تمَّ تعليقه على الصليب بدليل قوله أنَّا عطشان، وهكذا نرى ذبيحة المسيح على الصليب تشابه بالضبط ذبيحة ايليا النبي فكانت ذبيحة الصليب مقبولة عند الآب كما قبل بناره المقدسَّة ذبيحة ايليا .
ذبيحة المسيح كاملة المذبح والحطب والنار والدم والماء وهذه المياه ستتقدس يوم الظهور الإِلهيّ بتغطيس الصليب المحيي فيها فستتحول الى اشفية وتقديسًا للنفوس والأجساد والبيوت وكل ما تسقط عليه تلك المياه، فلنقبل يا مؤمنين نغترف من هذا الفيض من المياه الغزيرة ولتكثر لكم به النعمة والبركة. آمين