مخاوف الطفل و كيف نمحيها ؟!

تسبب المخاوف الكثير من الحيرة و المشاكل لأهل الطفل وللطفل نفسه ولكن الخوف بصفة عامة حالة انفعالية يحسها كل إنسان في حياته، بل أن جميع الكائنات الحية تخاف في المواقف التي تهدده.

فيظهر في أشكال متعددة وبدرجات تتراوح بين الحذر و الهلع والرعب، ولكن كلما كانت درجة الخوف كبيرة لدرجة عدم القدرة على السيطرة عليها سواء بالعقل أو بالمنطق كلما كان الفرد يعاني من الاضطراب النفسي والمرض النفسي، فالخوف بدرجة معقولة استعداد فطري زود الله تعالى به الإنسان ليحمي نفسه و يأخذ حذرة من مخاطر الحياة،والخوف المرضي المتكرر مشكلة ويجب علاجها .

فالسنوات الأولى في حياة الفرد هي الدعامة الأساسية التي تقوم عليها حياته النفسية الاجتماعية ومن خلالها يتقرر ما إذا كان سينشأ على درجة معقولة من الأمن والطمأنينة أو سيعاني من القلق النفسي و الخوف،ذلك لان أي خبرة نفسية مخيفة يصادفها الإنسان في طفولته تسجل في نفسه وتظل هائمة فيها وقد يستعيدها لا شعورياً في كبره وقد يسقط مشاعرها على المواقف والخبرات المشابهة فيخاف،

مثل شاب كان يخاف من البحر خوفاً مرضياً حتى بمجرد النظر إلية وبعد الدراسة وجد أنه عندما كان عمرة سنتان غرق أخاه الأكبر وعمره 4 سنوات أمامه وكان يصرخ فيه طالباُ النجدة ولما كان لا يفهم الموقف لم يجد أمامه إلى الصراخ والبكاء، هنا أسقط هذا الشاب هذه الخبرة المؤلمة في خوفه من البحر وأنحصر العلاج على إقناعه بأنه كان صغيراً ولا يحسن الكلام فما باله في السباحة وإنقاذ أخيه.

وهناك شبة إجماع بين العلماء على أن الأصوات العالية و الفجائية هي أهم المثيرات للخوف في الطفولة المبكرة،و بتقدم الطفل في النمو تزداد المثيرات وتختلف في النوع ففي السنة الثانية وحتى الخامسة قد يفزع الطفل من الأماكن الغريبة أو من الغرباء أو الحيوانات والطيور وتكرار الخبرات المؤلمة التي مر بها كالعلاج الطبي وعمليه جراحية كما يخاف مما يخاف منة الكبار من حوله لأنة يقلدهم كالخوف من اللصوص أو من الكلاب .

ويظهر الخوف لدى الطفل في صورة فزع يبدو على وجهه وقد يصحبه الصراخ وبالنسبة للأطفال بعد الثانية الهرب و الكلام المتقطع والعرق والتبول اللاإرادي أحياناً.

ويمكن الحكم على مدى خوف الطفل بمقارنة مخاوفه بمخاوف الأطفال ممن هم في نفس سنه،فخوف طفل في السادسة من الظلام وطلبه لترك النور مضاء خوف معقول أما إذا فزع وفقد اتزانه لحد الصراخ خوف شاذ. وعلى هذه الأساس نستطيع التفرقة بين الخوف العادي وهو الشعور الطبيعي والخوف المرضي وهو خوف شاذ مبالغ فيه ومتكرر أو شبه دائم وعادة مما لا يخيف لمن هم في مثل السن .

و انعدام الخوف في الطفل نادر للغاية و السبب يرجع إلى قلة إدراكه للموقف الذي هو فيه ، كثير من الأباء يعلقون آمالهم على أبنائهم فلا يتقبلون فكرة خوفهم من شيء فيحاولوا أن ينفوا صفة الخوف فيهم ومثل هؤلاء الأباء غير واقعين لان هذه الأسلوب يزيد من مخاوف الأطفال و يعقد شخصياتهم وقد يلجأ بعضهم كوسيلة للعلاج أن يسخروا منه ويثيروا ضحك أفراد العائلة عليه أو حتى يقوموا بتخويفه مما يخاف منه ليضحكوا عليه فتتعقد شخصيه الطفل وتسوء علاقته بوالديه وبأفراد أسرته.

وبعض الأباء يقوم بتخويف الطفل ليقوم بالاستذكار أو لعدم إحداث ضوضاء أو للإخلاد للنوم أو ليسلكوا سلوكاً حسناً بأنة سوف يوضع في حجرة الفيران أو أن الوحش سيأكله وغيرها من الأقوال السخيفة لتخويف الأطفال، وبعضهم يقوم بتخويفه بالطبيب أو المدرس أو الشرطي وجميع هذه الوسائل القاسية التي تثير الخوف في نفوس الأطفال تجعلهم ينشئون مرضى بأمراض نفسية و يميلون إلى الانطواء و الانزواء و الخجل و الاكتئاب أو عدم القدرة على الكلام و التشاؤم .

كيف نقي أطفالنا من الخوف ؟

إحاطة الطفل بجو من الدفء و المحبة ليشعر بالأمان و الطمأنينة مع الحزم بدرجة معقولة ومرنة .

عدم مساعدة الطفل على نسيان ما يخاف منة لأنة يصبح مصدراً للقلق و الاضطراب النفسي بل التفاهم معه وتوضيح له الأمور .

تربية الطفل على الاعتماد على النفس و الاستقلال لبناء الثقة في نفسه و عدم المقارنة بينة وبين أخواته و أقرانه .

أن يكون سلوك الأباء متزن وهادئ والبعد عن الفزع و الهلع في أي موقف مثل مرض وإصابة الطفل أي مكروه.

توفير الجو العائلي المناسب للطفل لان الاضطرابات العائلية تزعزع من ثقته بنفسه .

إبعاد الطفل عن مثيرات الخوف كالمأتم و الروايات والأفلام المخيفة وإبعاده عن قصص الجن و العفاريت السائدة في مجتمعنا الحالي للأسف .

العلاج النفسي يساعد على الكشف عن مخاوف الطفل و دوافعه المكبوتة و يصحيح أفكاره الخاطئة .

العلاج الجماعي وتشجيعه على الاختلاط مع أقرانه و تنمية قدرته على التفاعل الاجتماعي السليم .

علاج مخاوف الوالدين لأن الطفل يقلد والدية حتى في الخوف.

علاج الجو العائلي المفكك الذي يكون السبب في مخاوف الطفل .

عاشت ايدج

» الغيرة عند الطفل
» اكتئاب الطفل
» العناية بملابس الطفل
» *ماذا يحتاج الطفل؟؟؟؟
» تغذية الطفل الرضيع هاااااااام