شذراة وضاءة من الكتاب المقدس / سفر أشعيا سفر ألرب
بدأت خدمة الأنبياء في أيام صموئيل آخر القضاء وقام الأنبياء والكهنة كممثلين لله وكان دور النبي هو ان يتكلم عن الله ويواجه الشعب وقادته بأوامر الله ووعوده وبسبب موقف المواجهة ونزعة الشعب المستمرة لعصيان الله كان الأنبياء الحقيقيون غير محبوبين ومع ان رسالتهم كثيراً ما لاقت آذان صماء الا أنهم أذاعوا الحق بأمانة وبقوة وسفر اشعياء هو أول أسفار الأنبياء في الكتاب المقدس كما ان اشعياء كاتب السفر يعتبر بشكل عام أعظم الأنبياء لقد نشأ في بيت أرستقراطي وتزوج نبية وكان في بداية خدمته محبوباً جداً ولكن كغالبية الأنبياء سرعان ما اصبح غير محبوب لأن نبواته كان من الصعب سماعها لقد دعا الشعب للرجوع عن حياة الخطيئة وحذرهم من دينونة الله وعقابه وقد خدم اشعياء بنشاط نحو ستين سنة قبل ان يعدم في اثناء حكم منسي حسب التقليد يحتوي سفر اشعياء على شعر ونثر ويستخدم أسلوب التجسيد أي نسب صفات شخصيه لكائنات سماوية أو لأشياء لا حياة فيها كما ان كثيراً من النبوات في سفر اشعياء تتعلق بحادث قريب الوقوع وبحادث بعيد الوقوع في نفس الوقت تحوي التسعة والثلاثون فصلاً الأولى من سفر اشعياء رسالة دينونة على الخطية فياتي اشعياء برسالة الدينونة ليهوذا واسرائيل والأمم الوثنية المجاورة أما الفصول السبعة والعشرون في القسم الثاني من السفر فهي على وجه العموم رسالة غفران وتعزية ورجاء ورسالة الرجاء هذه تتطلع الى الأمام الى مجيء المسيا فيتحدث اشعياء عن المسيا اكثر من أي نبي آخر من انبياء العهد القديم فهو يصف المسيا سواء كعبد متألم أو كسيد الرب وحقيقة أن المسيا لابد ان يكون عبداً متالماً ورباً سيداً لم تكن مفهومة بوضوح الى أزمنة العهد الجديد فبناء على ما فعله الرب يسوع المسيح له المجد يهب الله مجاناً غفراناً لكل الذين يأتون اليه بالأيمان هذه هي رسالة الله رسالة التعزية لنا لكل الذين يقبلونها يجدون سلاماً أبدياً وشركة معه .أعطى الله اشعياء موهبة رؤية المستقبل وفي ذلك الوقت أراه الله ما سيحدث لأورشليم ويرسم الفصل الحادي والعشرون من سفر الرؤيا صورة للاتمام المجيد لهذه النبوة في اورشليم الجديدة التي لن يسمح بدخولها الا للذين قد كتبت اسماؤهم في سجل الحياة لقد قطع الله وعداً لشعبه من المؤمنين ولن ينقضه أبداً فأمانة الله تعطينا الرجاء في المسقبل وان نظرة اشعياء السامية الى الله تعطينا لمحة عن عظمة الله وقوته وادراك اشعياء لنجاسته امام الله مثال يشجعنا على الاعتراف بخطيئتنا وصورة الغفران له تذكرنا باننا نحن أيضاً قد نلنا الغفران وعندما ندرك مدى عظمة الله وشناعة خطيتنا ومدى ابعاد غفران الله فاننا ننال قوة للقيام بعمله عندما راى اشعياء الرب وسمع تسبيح الملائكة أيقن أنه نجس امام الله ولا رجاء له في بلوغ مقياس الله للقداسة ولكن عندما مس الملاك فم اشعياء بجمرة قيل له ان خطاياه قد غفرت ولم تكن الجمرة هي التي طهرته بل الله وكان رد فعل اشعياء انه أسلم نفسه تماماً لخدمة الله وعندما دعا الله اشعياء ليكون نبياً لم يشجعه الله بنبوات عن نجاح عظيم بل بالحري اخبر الله اشعياء ان الشعب لن يصغي له ولكن كان عليه على اي حال ان يتكلم وان يكتب رسائله لأن البعض سيصغون اخيراً وشبه الله شعبه بشجرة يجب ان تقطع لكي تنبت شجرة جديدة قال الله لاشعياء ان الناس سيسمعونه ولكنهم لن يفهموا رسالته لأن قلوبهم تقست حتى لتستعصي عليا التوبة طلب الله من اشعياء ان يقوم بأمر يبدو مخزياً وغير منطقي ان يتجول عارياً لمدة ثلاث سنوات وهو اختبار مذل وقد يطلب منا الرب احياناً ان نقوم بأشياء لا نفهمها ولكن يجب ان نطيع كلمة الله بكل صدق وايمان كامل لأنه لا يمكن ان يطلب منا ان نفعل شيئاً خاطئاً ويصف اشعياء قدرة الله على الخلق وعلى سد كل عوز وحضوره الدائم ليعين فالله كلي القدرة وكلي القوة ومع ذلك فهو يعتني بكل واحد منا شخصياً ولا يمكن ان يقارن شخص أو شيء بالله شجع اشعياء الذين يتبعون شرائع الله فأعطاهم رجاء وهم يواجهون تعبير الناس او شتائمهم بسبب ايمانهم فيجب علينا الا نخاف عندما يشتمنا الناس بسبب ايماننا لأن الله معنا ولا بد للحق أن يسود فاذا استهزا الناس بك أو كرهوك لأنك تؤمن بالله فاذكر أنهم ليسوا ضدك انت شخصياً بل ضد الله وسيتعامل الله معهم ويجب ان يكون كل همك هو ان تحب الله وتطيعه فالله مثل الأب المحب يعلمنا ويرشدنا فيجب ان نصغي اليه اذ يتحقق لنا السلام والبر عندما نطيع كلمته ويتحدث سفر اشعياء كثيراُ عن خلاص قادم حين نسكن جميعاً مع الله في سلام كامل والله لا يقدم هذا الرجاء في المستقبل فحسب بل يقدم ايصاً المعونة في احتياجاتنا الحاضرة فبره قريب منا ولسنا في حاجة الى الانتظار لخلاصه ويرشدنا سفر اشعياء الى ان نطلب الرب وهو قريب فليس من خطة الله ان يبتعد عنا ولكننا نحن كثيراً ما نبتعد عنه او نقيم حاجزاً بيننا وبينه فلا تنتظر ياعزيزي الى ان تبعد كثيراً جداً عن الله حتى تطلبه فقد تكون العودة اليه في الحياة فيما بعد اصعب او ان ياتي الله ليدين الأرض قبل ان تقرر الرجوع اليه اطلب الله الآن بينما تستطيع ذلك قبل ان يفوت الأوان وقد تكون قد خسرت الحياة الابدية وان ظهور الله قوي جداً حتى ليشبّه بنارآكلة تحرق كل شيء في طريقها فان كنا نجسين لهذا الحد فكيف يمكننا ان نخلص ؟ برحمة الله لا غير ويختم اشعياء سفره بدراما عظيمة . فيقول فلغير الأمناء ديونة مخيفة أما للأمناء فنجد صورة مجيدة من المجازاة السخية هكذا تدوم ذريتكم وذكركم والمقابلة مذهلة حتى ليبدو ان كل شخص لابد ان يود ان يكون تابعاً لله ولكننا كثيراً ما نكون عصاة حمقى ومقاومين للتغيير مثل بني اسرائيل ونحن مثلهم في اهمال اطعام الجائع والعمل على سيادة العدل وطاعة كلمة الله فاعمل ياعزيزي على ان تكون ممن سيباركهم الرب بركة عظيمة وبقدر ما كان اشعياء واثقاً من رويته لله بقدر ما ادرك مدى عجزه وعدم كفاءته لعمل اي شيء ذي قيمة ابدية بدون الله ولكنه كان على استعداد لأن يكون المتكلم عن الله وعندما تقرأ سفر اشعياء اعظم انبياء العهد القديم تخيل رجل الله القوي الشجاع وهو يعلن دون ادنى خوف كلمة الله واصغ لرسالته بالنسبة لحياتك انت الشخصية ارجع تب وتجدد ثم آمن بفداء
الله بالمسيح ربنا وابتهج لقد جاء مخلصك مرة وسياتي ثانية
ها أنا ارسلنــــي؟ً فعندما يدعوك الله هل ستقول انت ايضا
تم بنعمة الرب
الشماس أوديشو الشماس يوخنا