شذرات وضاءة من الكتاب المقدس / سفر ألمزامير
البيانات ألاساسية والغرض منها
اعداد قصائد للتسبيح والعبادة والأعتراف لله كتب داود 37 مزموراً وكتب آساف 12 مزموراً وأبناء قورح تسعة مزامير وكتب سليمان مزمورين وكتب كل من هيمان (مع أبناء قورح) وايثان وموسى مزموراً واحداً وهناك 51 مزموراً لا يذكر كاتبها وينسب العهد الجيديد مزمورين من المزامير مجهولة الكاتب الى داود هما المزمور الثاني والمزمور الخامس والتسعون واما تاريخ كتابة هذه المزامير هو ما بين زمن موسى حوالي 1440 ق.م والسبي البابلي 586 . ق.م لم يكن القصد من المزامير أن تكون سجلاً لأحداث تاريخية ولكنها كثيراً ما تذكر أحداثاً في التاريخ مثل هروب داود من شاول وخطيئته مع بثشبع واما الآية الرئيسية في هذه المزامير هي لتسبح الرب كل نسمة هللويا والشخصية الرئيسية فيها هو داود والمكان الرئيسي هو هيكل الله المقدس .
وسفر المزامير يشغل موقع المركز من الكتاب المقدس وهذه المجموعة العظيمة من الأناشيد والصلوات تعبّر عن قلب ونفس البشرية ففيها نجد تعبيراً عن كل انواع الأختبارات البشرية فلا توجد عبارات محفوظة في هذا السفر بل نجد داود وغيره من الكتاب يسكبون بأمانة مشاعرهم الحقيقية التي تعكس صداقة قوية وفعالة ومغيّرة للحياة مع الله فيعترف أصحاب المزامير بخطاياهم وشكوكهم ومخاوفهم ويلتمسون من الله المعونة في وقت الضيق ويسبحونه ويتعبدون له .
وعندما تقرأ سفر المزامير عزيزي الكريم تسمع مؤمنين يصرخون الى الله من اعماق اليأس كما تسمعهم يترنمون بأسمى التراتيل وسواء في اليأس أو في الفرح تسمعهم على الدوام يعبرون لله عن مشاعرهم الصادقة ولما تتميز به المزامير من صدق يرجع الرجال والنساء على مدى التاريخ مراراً كثيرة الى سفر المزامير طلباً للعزاء في أوقات الصراع والضيق فيرتفعون مع أصحاب المزامير من اليأس الى قمة الفرح والتسبيح اذ يكتشفون قوة محبة الله الأبدية وغفرانه .
الكتاب الأول من المزامير / 1: 1 _ 41 : 13
فان من المفيد لنا ان نقارن بين الموضوعات الغالبة في كل قسم من المزامير مع اسفار موسى الخمسة وهذا القسم الأول من المزامير التي كتب غالبيتها داود شبيهة بسفر التكوين فكما يخبرنا سفر التكوين عن كيفية خلق الجنس البشري والسقوط في الخطيئة والوعد بالفداء فان الكثير من هذه المزامير تتحدث عن الأنسان في سقوطه وفي نواله البركة والفداء من الله .
الكتاب الثاني من المزامير / 42 : 1 _ 89 : 52
وهذه المجموعة من المزامير التي كتب غالبيتها داود وبنو قورح شبيهة بسفر الخروج فكما يصف سفر الخروج أمة بني اسرائيل فان الكثير من هذه المزامير يصف الأمة في خرابها ثم رجوعها وكما أنقذ الله هذه الأمة فانه ينقذنا أيضاً فليس علينا ان نجد الحلول اولاً بل ان نلجأ الى الله بمشكلاتنا ونلتمس منه العون .
الكتاب الثالث / 73 : 1 _ 106 : 48
هذه المجموعة من المزامير التي كتب غالبيتها آساف شبيهة بسفر اللآويين فكما أن سفر اللآويين يتحدث عن خيمة الشهادة وقداسة الله فان الكثير من هذه المزامير يتحدث عن هيكل وجلوس الله على عرشه ولأن الله قدير فاننا نستطيع ان نلجأ اليه طلباً للنجاة فهذه المزامير تسبح الله لأنه قدوس وقداسته الكاملة تستحق عبادتنا واحترامنا .
الكتاب الرابع من المزامير 90 :1 _ 106 : 48
هذه المجموعة من المزامير التي لا يذكر الكاتب في غالبيتها شبيهة بسفر العدد فكما أن سفر العدد يخبرنا عن علاقة أمة بني اسرائيل بغيرها من الأمم المحطمة بها فان هذه المزامير كثيراً ما تتحدث عن علاقة ملكوت الله الذي له السيادة بالأمم الأخرى وحيث اننا مواطنون في ملكوت الله فاننا نستطيع ان ننظر الى الأحداث والضيقات في منظورها الصحيح .
الكتاب الخامس من المزامير / 107 :1 _ 150 : 5
وهذه المجموعة من المزامير التي كتب غالبيتها داود شبيهة بسفر التثنية فكما ان سفر التثنية يتحدث عن الله وكلمته فان هذه المزامير عبارة عن اناشيد تسبيح وحمد لله وكلمته وقد وضعت لغالبية المزامير أصلاً الحان موسيقية واستخدمت في العبادة ونستطيع نحن ان نستخدم هذه المزامير كما استخدمت في الماضي ككتاب ترنيم للتسبيح والعبادة .
فالمزامير هي أغاني تسبيح لله خالقنا وحافظنا وفادينا فالتسبيح هو الاقرار بعظمة الله وتقديرها والتعبير عنها والله الكلي القدرة وهو يعمل دائماً في الوقت المناسب وهو مسيطر على كل موقف وتظهر قدرة الله في طرق اعلانه عن نفسه في الخليقة وفي التاريخ وفي كلمته كثيراً من المزامير هي صلوات حارة تلتمس من الله الغفران فالله يغفر لنا عندما نعترف بخطيتنا ونرجع عنها واننا مدينون لله بالشكر لأجل اهتمامه الشخصي ومعونته ورحمته فهو لا يحمينا ويرشدنا ويغفر لنا فحسب بل ان خليقته تمدنا بكل ما نحتاجه فالله أمين وعادل وعندما نتكل عليه يبعث السكينة في قلوبنا ولأنه ظل أميناً على مدى التاريخ فاننا نستطيع ان نتكل عليه في اوقات الضيق فهو لا يدين الناس على اساس العرق أو الجنس أو الأصل القومي بل يدينهم على اساس ايمانهم به واستجابتهم لمشيئته المعلنة فالذين يسعون باجتهاد لطاعة مشيئة الله هم مثل أشجار سليمة مثمرة لها جذور قوية ويعد الله بحمايتهم فحكمة الله تقود حياتهم على عكس الذين لا يطيعون الله فتكون حياتهم بلا معنى تذريها الريح مثل التراب فلا يوجد سوى طريقين للحياة عليك ياعزيزي القارى الكريم ان تختار أيهما .
طريق الله أي طريق الطاعة أو طريق العصيان والهلاك وباختيارك طريقك فانك تختار ابديتك ...
فلتكن ياعزيزي القارى الكريم أمانة أصحاب المزامير مرشداً لك لتكوين علاقة أعمق وأصدق مع الله
فالمزامير سفر يجب ان يملأ قلوبنا ترنمـــــاً
تم بنعمة الرب / الشماس أوديشو الشماس يوخنـــا