ماذا قصد الرب يسوع المسيح بقوله لبطرس "أنت الصخرة وعلى هذه الصخرة سأبني كنيستي"؟ متى 16 :17
=========================
..♰..♰..♰ ..♰..♰..♰ ..♰..♰..♰ ..♰..♰..♰
والمقصود بالصخرة هو الإيمان بالمسيح ابن الله الحي، لأن الاعتراف بألوهية المسيح هو صُلب المسيحية وجوهرها وأساسها، كما وردَّت آيات كثيرة تشير إلى أن إلهنا الصخرة الحقيقية ومن هذه الآيات:
"وليس صخرة مثل إلهنا" (1صم2:2) "الرب صخرتي وحصني ومنقذي" (2صم22: 2) "ومن هو صخرة سوى إلهنا" (مز18: 31) "إنما هو صخرتي وخلاصي وملجأي" (مز62: 2، 6، 7) "هلم نرنم للرب. نهتف لصخرة إلهنا" (مز65: 1) "مبارك الرب صخرتي" (مز134: 1) "ها أنا أضع في صهيون حجر صدمة وصخرة عثرة وكل من يؤمن به لا يخزى" (رو9: 33) " لأنهم كانوا يشربون من صخرة روحية تابعتهم والصخرة كانت المسيح" (1كو10: 4) فإلهنا هو صخر الدهور بينما لم ترد آية واحدة تحدثنا عن بطرس الصخرة (معرف بالألف واللام).
أن بطرس ليس صخرة بل هو عينًا، لأن الصخرة التي شرب منها بنو إسرائيل أينعت أثنى عشرة عينًا إشارة للإثني عشر تلميذًا كما كان في إيليم سبعون نخلة إشارة للسبعين رسولًا.. إيمان بطرس صخرة وأيضا إيمان أي من الرسل صخرة لذلك قال الإنجيل "مبنيّين على أساس الرسل والأنبياء ويسوع المسيح نفسه حجر الزاوية" (اف2: 20) والمقصود بأساس الرسل هو إيمان الرسل وليس أشخاصهم. أما حجر الزاوية وصخر الدهور الذي نشأت الكنيسة على أكتاف صليبه فهو ربنا وإلهنا ومخلصنا يسوع المسيح، والرسل بنوا كرازتهم على الإيمان به.
والرب الذي طوَّب بطرس عندما أصاب، وبَّخه بشدة عندما اخطأ قائلًا له " أذهب عنى يا شيطان أنت معثرة لي" (مت16: 23)، فالرب طوَّب بطرس على روح الإيمان ووبَّخه على روح العثرة. لأنه لو كان المقصود بالصخرة التي ستُبني عليها الكنيسة هي شخص، فكيف تُبنى الكنيسة على شخص وصفه يسوع المسيح بأنه شيطان عثور؟!! فهل يُعقَل أن تبني كنيسة على إنسان معرض للضعفات والسقوط والهلاك، وبطرس ليس الشخص الوحيد الذي اعترف بألوهية السيد المسيح بل اعترف قبله نثنائيل "أجاب نثنائيل وقال له يا معلم أنت ابن الله. أنت ملك إسرائيل. أجاب يسوع وقال هل آمنت لأني قلت لك.." (يو1: 49، 50) فواضح أن نثنائيل آمن واعترف نفس إيمان واعتراف بطرس وقبله، وقبل نثنائيل آمن واعترف بهذا يوحنا المعمدان " وأنا قد رأيت وشهدت أن هذا هو ابن الله" (يو1: 34)، وبهذا الإيمان اعترف تلاميذه الذين كانوا في السفينة " والذين في السفينة جاءوا وسجدوا له قائلين بالحقيقة أنت ابن الله" (مت14: 33) وقد اعترف بطرس أن إخوته نالوا نفس الإيمان بالسيد المسيح ابن الله الحي "ونحن قد آمنا وعرفنا أنك أنت المسيح ابن الله الحي" (يو6: 69). بل أنه منذ صنع الرب يسوع أول معجزة في عرس قانا الجليل وأظهر مجده فآمن به تلاميذه (يو2: 11) وهذا الإيمان أعلنته مرثا أخت لعازر "أنا قد آمنت أنك أنت المسيح ابن الله الآتي إلى العالم" (يو11: 27) وأعلنه لونجينوس وجنوده " وأما قائد المئة والذين معه يحرسون يسوع فلما رأوا الزلزلة وما كان خافوا وقالوا حقًا كان هذا ابن الله" (مت27: 54).
ويجب أن نلاحظ أن بطرس ليس له فضل في شهادته للسيد المسيح لأن الذي أعلن له هذا ليس لحم ودم بل الآب السمائي، ".
وذات التطويب الذي ناله بطرس على إيمانه واعترافه يناله كل إنسان يؤمن ويعترف بالمسيح ابن الله الحي، وهذا ما أعلنه مخلصنا الصالح لتوما قائلًا "طوبى للذين آمنوا ولم يروا" (يو20: 29).
والرب يسوع الذي أعطى بطرس مفاتيح ملكوت السموات أي سلطان الحل والربط قد أعطى أيضًا هذا السلطان لتلاميذه الأطهار، "الحق أقول لكم كل ما تربطونه على الأرض يكون مربوطًا في السماء وكل ما تحلونه على الأرض يكون محلولًا في السماء" (مت18:18) " ولما قال هذا نفخ وقال لهم اقبلوا الروح القدس. من غفرتم خطاياه تغفر له. ومن أمسكتم خطاياه أمسكت" (يو20: 22، 23) وبولس الرسول مارس هذا السلطان مع خاطئ كورنثوس (1كو5:5)، وجميع الآباء الكهنة نالوا هذا السلطان، فيقول أحدهم " فالكاهن له سلطان المفاتيح أن يخلص الخاطئ من جهنم ويجعله أهلًا للفردوس وينقذه من عبودية الشيطان ويصيّره ابنًا لله.. أن الكهنة هم الموزِعون النعم الإلهية وشركاء الرب.. هم البوابون الذين لهم وحدهم أعطيت مفاتيح ملكوت السموات" (66)
مع محبتي لجميع الاصدقاء الاحبة
والرب يبارك الجميع / ..♰..♰..♰